Friday 10 May 2013

قصّة أبو سفيان مع هرقلَ

قصّة أبو سفيان مع هرقل جار الحوار بين أبو سفيان مع سلطان الروم هرقل: قال عبد الله بن عباس أن ابا سفيان بن حرب اخبره: ان هرقل ارسل اليه في ركب من قريش, و كانوا في تجارة بارض الشام, فاتوه و هو بإيلياء, فدعاهم في مجلسه و حوله عظماء الروم. ثمّ دعا ترجمانه فقال: ايّكم اقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم انه نبيّ؟ فقال ابو سفيان: انا اقربهم نسبا. قال ادنوه منّي و قربوا اصحابه فاجعلهم عند ظهره ثم قال لترجمانه: قل لهم إنّي سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه قال فو الله لولا الحياء من ان يؤثروا عليّ كذبا لكذبت عليه. ثمّ كان اوّل ما سألني عنه ان قال كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب. قال فهل قال هذا القول احد منكم قط قبله؟ قلت لا قال: فهل كان من أبائه من ملك ؟ قلت لا, قال: فأشرأف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم. قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون. قال: فهل يرتدّ احد منهم سخطة لدينه بعد ان يدخل فيه؟ قلت: لا. قال: فهل انتم تنهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: فهل يغدر؟ قلت: لا, و نحن منه في مدّة لا ندري ما هو فاعل فيها- قال ابو سفيان: و لم يمكني كلمة ادخل فيها شيئا غير هذه الكلمة. قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم. قال: فكيف كان قتالكم إيّاه؟ قلت: الحرب بيننا و بينه سجال. ينال منّا و ننال منه. قال: بماذا يأمركم؟ قلت: يقول: اُعبدوا الله وحده ولاتشركوا به شيئا, واتركوا ما يقول آباؤكم. و يأمر نا بالصلاة و الصدق و العفاف و الصلة. فقال: للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه؟ فذكرت أنه فيكم ذو نسب, فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها. و سألتك: هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يتأسى بقول قيل قبله. و سألتك: هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت ان لا. قلت: فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك ابيه. و سألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا. فقد عرفت أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس و يكذب على الله. و سألتك: أشرف الناس إتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاؤهم إتبعوه, و هم اتباع الرسل. و سألتك: أ يزيدون ام ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون و كذالك امر الايمان حتى يتّم, و سألتك: أيرتدّ أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لآ. و كذلك الايمان حين تخالط بشاشته القلوب. و سألتك: هل يغدر؟ فذكرت أن لا, و كذلك الرسل لا يغدرون. و سألتك: بم يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم اُن تعبدوا الله وحده ولاتشركوا به شيئا, و ينها كم عن عبادة الاوثان, و يأمركم بالصلاة و الصدق و العفاف. فإن كان ما تقول حقّا فسيملك موضع قدميّ هاتين. و قد كنت أعلم أنه خارج. و لم اكن اظن أنّه منكم, فلو أنّي اعم أخلص إليه لتجشّمت لقاءه, و لو كنت عنده لغسلت عن قدميه. ثم دعا بكتاب رسول الله الذي بعث به دحية إلى عظيم بصري فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم, من محمد عبد الله و رسوله إلى هرقل عظيم الروم. سلام على من اتبع الهدى أما بعد: فإنى ادعوك بدعاية الاسلام. أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرّتين, فإن تولّيت فإنّ عليك إثم. "الأريسيين"                                  قال ابو سفيان: فلمّا قال ما قال و فرغ من قرأة الكتاب, كثر أنه الصخب, و ارتفعت الاصوات و أخرجنا فقلت لاصحاب حين أخرجنا: لقد بلغ من امر بن ابي كبشة أنه يخافه ملك بني أصفر. فما زلت موقنا أنه سيظهر حتي يدخل الله علي الاسلام.

No comments:

Post a Comment